إلى أي حد استطاعت الأنا الماكرة ترسيخ فشل مشاورات عبد الإله بنكيران الأخيرة ؟

إلى أي حد استطاعت الأنا الماكرة ترسيخ فشل مشاورات عبد الإله بنكيران الأخيرة ؟

إلى أي حد استطاعت الأنا الماكرة ترسيخ فشل مشاورات عبد الإله بنكيران الأخيرة ؟

alaouipress

رئيس تحرير موقع علوي بريس

محمد علوي مذغري

شيء طبيعي أن تتكلل بعض المشاورات القبلية، والجلسات الحوارية المصيرية، بالفشل كلما تجسد بوضوح إصرار المكلف بإجرائها على ترسيخ الأنا الماكرة في وجه الأطراف المعنية، ولنا في كتاب الله العزيز قصص قرآنية متعددة تتطرق بإسهاب إلى أشكال هاته الأنا الماكرة التي عصفت بأحلام الطغاة والجبابرة ومن سار على نهجهما إلى يوم الدين، حيث قد ترمز في شكلها ومضمونها إلى ما يلي :

1 – الأنا الإبليسية :

التي وردت بشكل صريح في القرآن الكريم كما جاء على لسان إبليس اللعين، وبالضبط في سورة الأعراف الآية 12 :

“قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ”.

2 – أو الأنا النمرودية :

وهي الأنا التي استعلى بها النمرود الذي حاج إبراهيم في ربه حيث زعم قائلا :

أنا أحيي وأميت

وهذه القصة وردت في الآية الكريمة 257 من سورة البقرة.

3 – وقد ترمز كذلك إلى الأنا الفرعونية :

وهي الواردة بشكل صريح على لسان فرعون في سورة النازعات وبالضبط الآيتين الكريمتين 23 و 24 حيث قال تعالى في محكم تنزيله :

“فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى“.

4 – كما أنه قد ترمز هاته الآنا أيضا بإيحاتها إلى الأنا الفدانية :

وهي التي تبجح بها صاحب الفدان الذي وردت قصته في القرآن الكريم وبالضبط من الآية 31 ….إلى غاية الآية 42 “سورة الكهف”:

” وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا

وهاته القصص جميعها واردة في القرآن الكريم، حيث الغاية من سردها نستحضرها في أواخر سورة يوسف حيث قال جل وعلا في شأنها :

“لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يوقنون”

الآية الكريمة 111.

04بعد القراءات الحزبيةالمتعددة، والتحليلات السياسية المختلفة، التي طفت بشكل ملحوظ على المشهد السياسي المغربي في الأونة الأخيرة، والتي أجمعت كلها على فشل السيد عبد الإله بنكيران المكلف من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بتشكيل حكومة منسجة ترقى إلى طموحات الشعب المغربي وتطلعاته، وانتظارات القارة الإفريقية التي تربطنا بدولها وشعوبها روابط التاريخ والجغرافية والبعدين الروحي والعقائدي، والمجالين الإقتصادي والتنموي.

a1-1هذا الإجماع الوطني الموضوعي بخصوص الفشل الذريع الذي اختتم على ايقاعه السيد عبد الإله بنكيران جولة مشاوراته الحكومية الأولى مع الأحزاب السياسية الممثلة في الغرفة الأولى للبرلمان المغربي، قد تكون له تكلفته السياسية الباهضة إن استمر ما سمي بالبلوكاج، وهو الفخ الذي سقط في غياباته هذا الأخير، حيث لم يستطع لحد الآن وبالرغم دهائه المبهر تجاوز هذا الإخفاق المعلن، إما لجهل أو تجاهل أو بسب سوء التقدير.

وهو ما قد ينذر بتكرار هذا الفشل المأسوف عليه في الجولة الثانية من المشاورات المزمع استكمالها مع الرقم الصعب حاليا في المشهد السياسي المغربي السيد عزيز أخنوش رئيس جزب التجمع الوطني للأحرار، الذي أكدا علانية أنه سيحرص على تفعيل شعار أهل سوس الخالد : “أغراس … أغراس” أي “المعقول المعقول…ولا شيء غير المعقول“، وهو بطبيعة الحال العملة النادرة التي تفتقدها قيادات بعض الأحزاب المغربية مع كامل الأسف.

sm_le_roi_recoit_le_chef_du_gouvernement_et_aziz_akhanouch_gوفي انتظار ما ستؤول إليه الجولة الثانية من المشاورات البنكيرانية، يبقى الترقب هو سيد الموقف والتدخل الملكي هو الحاسم، إن استعصى بطبيعة الحال الأمر على السيد عبد الإله بنكيران في ايجاد صيغة توافقية من شأنها إنقاد ما يمكن إنقاده، وتفادي ما يمكن الوقوع فيه، استحضارا للمصالح العليا لهذا الوطن، ورأفة بعموم المواطنين التواقين إلى مغرب الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

وإلى ذلكم الحين تبقى الكرة في مرمى السيد عبد الإله بنكيران، الذي يتحتم عليه إعادة النظر في طريقة تدبير مشاوراته مع أمناء الأحزاب السياسية الممثله في البرلمان المغربي، وتذويب الخلافات والتريث في الخرجات الإعلامية التي تحمل في طياتها العديد من السجالات اللفظية، والمجادلات العقيمة، والإهانات المقصودة، وكذا التخلص ربما من إحدى الآنا الماكرة التي تتربص من حوليه من حيث يشعر أو لايشعر، وإلا سيتكرر الفشل الذريع ثانية، والذي قد يؤدي حتما إلى إعلان بداية نهاية هذا الزعيم البيجيدي المتفنن والماهر والمتقن، لأدبيات الخطاب الشعبوي دون غيره، إستلهاما وأداء واستعراضا.

%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8وأمام هاته الفرضية التي نأمل ألا نصل إليها، إن كانت فعلا لدى جميع الفرقاء السياسيين غيرة على هذا الوطن الذي يتسع للجميع، نأمل جاهدين أن تتغلب الجكمة في تدبير ما بقي من المشاورات البنكيرانية، وأن يتجه الفرقاء السياسيين نحو استحضار  وترسيخ مضامين الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه حلالة الملك محمد السادس يوم 06 نونبر 2016 من العاصمة السينغالية دكار بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى 41 لمعجزة القرن العشرين المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعتها عبقرية الملك المجاهد الراحل جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.


تعليق واحد

أضف تعليقا ←

  1. Abderahim قال:

    فعلا أحسنت وصف المشهد السياسي يا أستاذ

اترك تعليقاً