مهرجان العيون للشعر العالمي محطة ثقافية قارية لترسيخ الدبلوماسية الموازية بأقاليمنا الجنوبية

مهرجان العيون للشعر العالمي محطة ثقافية قارية لترسيخ الدبلوماسية الموازية بأقاليمنا الجنوبية

ليس غريبا أن تتجسد معالم الدبلوماسية الموازية في بعدها الثقافي، تزامنا مع تخليد الشعب المغربي قاطبة وسكان أقاليمنا الصحراوية للذكرى 41 للمسيرة الخضراء المظفرة، وذلك عقب الإنخراط التلقائي واللامشروط لجميع مكونات مجلس جهة العيون الساقية الحمراء وفي مقدمتهم رئيس مجلس الجهة السيد سيدي حمدي ولد الرشيد، وبتنسيق محكم مع ولاية جهة العيون الساقية الحمراء في شخص والي الجهة وعامل إقليم العيون السيد يحظيه بوشعاب، ناهيك عن المشاركة الوازنة لعلماء عاصمة أقاليمنا الجنوبية الأجلاء، ومتصوفيها الأفاضل وشعرائها الجهابدة، ومفكريها وأدبائها الفطاحلة، الرواد منهم رجالا ونساء وشيوخا، وحاملي المشعل الثقافي من بعدهم، جيل الشباب الواعد على وجه الخصوص ذكورا وإناثا، الذي تزخر بهم أقاليمنا الجنوبية.

louiza

ليس غريبا أيضا  أن تلتئم جميع الطاقات البشرية، والكفاءات العلمية، والخبرات المجالية، التي تزخر بها هاته المدينة العالمة المعطاءة المضيافة، ملتفة بنكران للذات حول مديرة مهرجان العيون للشعر العالمي، الخبيرة في مجال التنظيم المحكم للمهرجانات الدولية، والتظاهرات العلمية، والملتقيات الفكرية، أيقونة الشعر المغربي والعربي الدكتورة لويزا بولبرس رئيسة منتدى الجامعة الدبلوماسي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، حيث تبين أنه من بين الأهداف النبيلة التي انخرط الجميع في تحقيقها :

1 – إنجاح هذا المهرجان العالمي في نسخته الأولى، وجعله موعدا شعريا سنويا تتاح الفرصة من خلاله لكبار شعراء العالم للتداول بالدرس والتحليل في إحدى مواضيع الساعة التي تستأثر بإهتمام الرأي العام المحلي والوطني والدولي، وعلى وجه الخصوص الشعراء والأدباء والنقاد والمفكرين، وعموم المثقفين.

laayoune-1

2 – ترسيخ الدبلوماسية الموازية في بعدها الثقافي وجعلها في خدمة قضية وحدتنا الترابية، وذلك من خلال ضمان مشاركة وازنة لكبار الشعراء من مختلف دول المعمور في ه1ا المهرجان العالمي، وإتاحة الفرصة أمامهم كسفراء للنوايا الحسنة ببلدانهم الأصلية وعبر العالم، للتعرف عن قرب على مختلف الأوراش الماكرو إقتصادية المفتوحة الكبرى، والتنمية المجالية المتضامنة المستدامة، والبنيات التحتية الحديثة التي تم تجسيدها على أرض الواقع بمدينة العيون العالمة والجهة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله ونصره الرامية إلى إنجاح مشروع الجهوية المتقدمة ومقترح الحكم الذاتي بأقاليمنا الجنوبية، بالإضافة إلى مشاركتهم في احتفالات ساكنة مدينة العيون المتزامنة مع تخليد الشعب المغربي لذكرى المسيرة الخضراء السنوية 06 نونبر من كل سنة التي تصادف حتما احتضان عاصمة أقاليمنا الجنوبية لمهرجان العيون للشعر العالمي.

ولعل موضوعالشعرية الصوفية وآليات إشتغالها،  الذي تم التطرق إليه بالدرس والتحليل خلال هاته الدورة الأولى لهذا المهرجان، سواء على مستوى الجلسات العليمية التي أعقبتها مناقشات مستفيضة، أو القراءات الشعرية العديدة والمتعددة، لشعراء كبار يمثلون دول أجنبية لأربع قارات عالمية، له من الدلالات العميقة التي ما أحوج سكان العالم التواقون إلى السلم والسلام، والأمن والأمان، وترسيخ قيم التسامح والتساكن والتعايش، إلى النهل منها على اعتبار أن التصوف سلوكا وكتابة، كما جاء ديباجة الورقة التقديمية لهذا المهرجان، منهل ثري للتجربة الإبداعية خاصة، انطلاقا من طاقته التوليدية في البناء والدلالة، وآليات الإشتغال ومقوماته، لأن الشعر والتصوف كلاهما ينتقل بالمتلقي من ضيق العبارة إلى فسحة الإشارة، وبين هذا الضيق والفسحة يمتد مسار التلوين في أفق التمكين سلوكا صوفيا كان أو تجربة إبداعية.

وقد تميزت الجلسة الإفتتاحية لمهرجان العيون للشعر العالمي الذي حظي بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، بالحضور الملفت لبعض الشخصيات الوازنة المغربية منها والعربية والغربية، ونخص بالذكر منها :

44 5 33

الشريف الجليل مولاي زين العابدين العلوي، والشريف الجليل مولاي الحسن العلوي، والدبلوماسي الكبير والشاعر المقتدر الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة سفير المملكة العربية السعودية بالرباط، والسيدة كلوريا يونغ سفيرة دولة باناما بالرباط، والعلامة الجليل الدكتور عباس الجيراري عميد الأدب المغربي، وأحد المحتفى بهم خلال هذا المهرجان العالمي للشعر، والدكتور عمر الصبحي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس على رأس وفد رفيع المستوى ضم على الخصوص عمداء بعض الكليات التابعة لهاته الجامعة والعديد من الأساتذة الجامعيين ومنسقي بعض المسالك العلمية بها، بالإضافة إلى المنتحبين والأعيان والسلطات القضائية والعسكرية والمدنية بإقليم العيون، وكذا نواب الإقليم بالبرلمان المغربي بغرفتيه، وفي مقدمتهم النائب البرلماني ورئيس الجماعة الحضرية لمدينة العيون السيد مولاي حمدي ولد الرشيد، وكذا رئيس وأعضاء المجلس العلمي بها، ورؤساء المصالح الحكومية اللاممركزة.

 وقد تناوب على منصة الخطابة خلال الجلسة الإفتتاحية لمهرجان العيون للشعر العالمي في موضوع : الشعرية الصوفية وآليات اشتغالها، كل من السيد يحظيه بوشعاب والي جهة العيون الساقية الحمراء  وسيدي حمدي ولد الرشيد رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، والدكتور عمر الصبحي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، والدكتور عبد الإله بن عرفة ممثل منظمة الإيسسكو، ووزير الثقافة الأردني السابق الدكتور الشاعر صلاح جرار بإسم المشاركين في هذا المهرجان العرب، والدكتورة كلارا ريبيروس الأديبة والمحللة السياسية الكولومبية بإسم المشاركين الغربيين، والدكتورة لويزا بولبرس مديرة المهرجان.

وقد اختتمت أشغال هاته الجلسة الإفتتاحية االتي احتضنتها القاعة الكبرى بقصر المؤتمرات بمدينة العيون صباح يوم الجمعة 04 نونبر 2016، على ايقاع ثقافة الإعتراف والتكريم التي تجسدت معالمها الراقية في أبهى صورها الحضارية، عرفانا من الجهات المنظمة تحت إشراف إدارة المهرجان ولحنته العلمية والثقافية، بالأدوار الطلائعية الرائدة، والإبداعات الثقافية الخلاقة، والإضافات النوعية النبيلة، التي ميزت المسار الثقافي للمحتفى بهم الثلاثة على هامش الدورة الأولى لمهرجان العيون للشعر العالمي،.

وفي أفق تسليط الضوء على المسار الثقافي والإبداعي للمحتفى بهم الثلاثة : فضيلة العلامة الجليل الدكتور عباس الجراري، والشيخ العلامة الجليل لاراباس ماء العينين، والأدبية الشاعرة الدكتورة ليبرتاد مانكي ساليناس، نضع رهن إشارتكم إحدى فقرات الكلمة التي ألقتها مديرة مهرجان العيون للشعر العالمي الدكتورة لويزا بولبرس خلال الجلسة الإفتتاحية، كما هو موثق بالصوت والصورة من خلال الشريط الفيد يو الذي يتضمن النص الكامل هاته الكلمة:

يشرف المهرجان ، ويشرفني شخصيا أن أشير إلى صاحب المعالي الاستاذ الدكتور عباس الجراريk وصاحب الفضيلة الشيخ لا راباس ماء العينينk وصاحبة الكلمة الرقيقة الأدبية الشاعرة ليبرتاد مانكي ساليناس من جمهورية الشيلي الصديقة.

هؤلاء ممن التقطوا الأسئلة الجوهرية في أعمالهم على اختلاف مجالاتهم ، وممن أجمع الكثير على تضمنها ملمحا مضيئا في المشهد الثقافي المغربي والعالمي يمس نبض الحياة، وعمق التجربة، والفائدة الإنسانية.

el-jirari-copie 03
المكرم الأول العالم الجليل الألمعي، وأستاذ الجيل الموسوعي، عميد الأدب المغربي الاستاذ عباس الجراري.  معلمة بارزة ومحطة في المسار المعرفي. جم العطاء ، عميق الأثر، قوي المشاركة.
يتوزع إنتاجه بين الدراسات الأدبية والبحث في التراث العربي والفكر الاسلامي، وقضايا النقد.
شغل عدة مهام علمية وإدارية منها:
* أستاذا بالمدرسة الأولوية
* عميدا لكلية الاداب بجامعة محمد الخامس
* عضو أكاديمية المملكة
* رئيس المجلس العلمي الإقليمي لولاية الرباط سلا.
* مكلف بمهمة بالديوان الملكي..
كما عمل مستشارا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
حصل على عدة أوسمة ملكية وجوائز من المغرب ومصر وتونس ومن منظمة الايسسكو..
أخر هذه الأوسمةهذه السنة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

02 sidi-hamdi-o-rachid

أما فضيلة الشيخ لاراباس ماء العينين فهو من زعماء شرفاء آل الشيخ ماء العينيين بالصحراء المغربية ومن الوجوه السياسية البارزة فيها.
راكم مسارا وطنيا جعله من أبرز المقاومين ومن أشرف المدافعين عن القضية الوطنية.
كما راكم مسارا مهنيا جعله من رجالات الدولة في الأقاليم الصحراوية الذين لهم دور فاعل بحكم قوة الشخصية وقوة النفوذ والدراية الكبيرة بقضايا الجهة.
* أول رئيس للمجلس العلمي بالإقليم الصحراوية.
* عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية
* عضو بالمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
وهو مع ذلك رجل زاهد ومن العلماء الأساسيين لغزاوي التي أسسها والده المرحوم الشيخ محمد الاغظف بن الشيخ ماء العينين بالعيون.
وهذه الزاوية العامرة تحمل مشعل التربية الروحية وتزكية النفس والنهل من علوم الفقه. بالإضافة إلى الدور الاجتماعي الخيري.
دون أن ننسى أنه من الشعراء الكبار الذين أنجبتهم صحراؤنا العزيزة

01 moulay-hamdi-old-errachid

أما الشاعرة الكبيرة البروفيسورة ليبرتاد مانكي ساليناس هي شيلية مابوتشية( اي من السكان الأصليين للشيلي) .
دافعت في إطار الأدب الأمريكي اللاتيني عن تعلم ممارسة الحرية والدفاع عن الهوية الثقافية الذاتية المستقلة. وبحثت من الناحية الأكاديمية في ثقافات الهنود الأصليين التي تنتمي إليها.
* هي عضو اتحاد الكتاب الشيليين
* عضو المؤسسة الشيلية للتنمية بين الثقافات
* عضو جمعية باشكوتي متعددة الثقافات
استاذة محاضرة بجامعة شيلية
من مجاميعها الشعرية” فراشات الحرية” و ” ولادة”


اترك تعليقاً